مدح المرأة

المدح من الأمور التي يفرح بها الناس سواء كانوا ذكورا او اناثا.

ولكن وجب النصح في مسألة مهمة لان الحذر فيها مهم لكلا الطرفين، فالمرأة يمدحها زوجها او والدها ووالدتها وأقرباؤها وهذا أمر مطلوب من الجميع مدح من يستحق المدح، ويعتبر من حسن التعامل أن يمدح الرجل زوجته ويغريها بالمدح والكلام الجميل ويؤجر عليه من الله، وكذلك الأب يمدح ولده أو بنته اذا قام بعمل جيد فيعتبر من المكافأة التي قد يغفل عنها الكثير.

ولكن هناك من يمدح المرأة ولا يكون قريبا لها، والهدف من ذلك التقرب لها أو غير ذلك.

وهنا نصيحة للطرفين:

الطرف الأول: المرأة:

اختي لا تغتري بمدح الناس لك ممن ليسوا قريبين منك فالمدح منهم يكون غالبا لمصالحهم الشخصية أو لأخذ ما يريدون منك أو للتخبيب، فالكثير والعياذ بالله يمدح المرأة من أجل أن يحصل على جسدها، فكما هو معلوم أن الله خلق المرأة بأحسن صورة ولكن لا يعني هذا أن يتمتع بها كل من مدحها واثنى عليها، فالمرأة شأنها عظيم ولازم أن تعرف المرأة شأنها ومكانتها في الاسلام ولا تغتر بكلام الناس ومدحهم فلن ينفعك أحد منهم، ويجب عليك مراقبة الله وعمل الصواب في كل ما تقومين به؛ فأنتي محاسبة أمام الله تعالى عن ذلك، والمدح الباطل فترته وجيزه وتنتهي ويحل محله الندم والذم والكلام السيء فاحرصي على اتباع امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم فهو اولى أن يتبع.

واحذري غاية الحذر من المدح الزائد فانتي بجمالك وانثوتك لا تحتاجين إلى مدح أحد ليس له الحق فيك، وبعض النساء قد تقول ان زوجها لا يمدحها كغيره، فاعلمي أن تصرفك قد يكون السبب وراء ذلك وقد يكون السبب من الزوج ايضا، فلو اهتممتي بزوجك وراقبتي تصرافتك معه سترين الفرق، واعلمي ان كلمة ذم من زوج لو خرجت خير وأفضل من ألف كلمة مدح من غيره.

فانتي جوهرة مصونة لا يملكها إلا من يستحقها، ولو مدحها الجميع فالجواهر معروفة ويمدحها الكل ولكن لا يستحقها إلا من طلبها بحق.

الطرف الثاني: الرجل:

يجب عليك اخي أن تراعي مشاعر الآخرين لا تبني سعادتك بتعاسة غيرك ولا تدعي انك الحل الوحيد لمشكلة شخص ما وتستغل ضعفه، فالمرأة وكذلك الرجل إذا احس بنقص ما في حياته وجاء شخص وادعى بكلامه او أفعاله أنه يكمل هذا النقص فهو في الظاهر يكمل النقص ولكن في الحقيقة ما هو الا شيطان في صورة مصلح، واحذر اخي أن تكون مثل الشيطان فهل تعلم انه جاء لأبينا آدم وعرض عليه فقال : (هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى) مع ان التحريم كان من الله مباشرة إلى آدم عليه السلام ومع ذلك جاءه بشكل ناصح ومدح واثنى على محرم معلوم ومؤكد وما زال يمدح حتى اغوى ابينا آدم، فلا تكن مثل الشيطان وتمدح من أجل أن تخرب العلاقات او لصالحك.

ومهما دارت الايام فلا يجني الشخص إلا على نفسه، فاحذر كل الحذر وتب إلى الله وإذا اردت النصح فانصح بالحق ولا تبالغ فيه.

معادلة:

أهمها الأقرب المدح أم الذم: الذم غالبا يكون بصدق ولكن المدح غالبا يكون مبالغا فيه.

أغلب الذي يمدح لا يكون منصفا في كلامه، بخلاف الذي يذمك أو يتكلم عليك وفائدتك من الذم أضعاف الفائدة من المدح، فمن يهدي لك العيوب خير ممن يخفيها، ومعرفة العيوب تجلعنا نعيد النظر ونصلح من أنفسنا، وإن الإنسان إذا وصل إلى مرحلة يتساوي عنده المدح والذم فقد وصل لمرحلة نادرا من يصلها.